فراش في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز


نجرب 
نظرت رنا للجزيرة بريبة ثم قالت بتردد 
لأ ماعلش أصلي 
قاطعتها الفتاه وقالت 
أخس عليكي بقولك نفسي فيه هو احنا هنيجي الجزيرة هنا كام مرة في العمر يعني 
طب ما تاخدي منه
دي عيلة باردة قولتلها و قالتلي لأ وحرجتني هتيجي معايا ولا هتحرجيني زيها 
زمت رنا شفتيها بحرج ثم وقفت و ذهبت معها رغم ترددها 

ظلت الفتاة تسير مع رنا حتى تعمقا داخل الجزيرة بجوار أشجار الموز فقالت الفتاة لرنا 
الله شوفتي مش قولتلك الموز هنا مختلف لأ وفي جوز هند كمان وااااو 
صمتت لثواني تخرج هاتفها ثم قالت بأنبهار 
مش معقول ده في شبكة هنا طب أستني أكلم ماما أطمنها وانتي أجمعي الموز ماشي 
لم تترك لها فرصه بل بدأت تتصل بوالدتها بالفعل وتتحدث معها تسير خطوة بخطوة بجوار رنا التي أنشغلت بجمع الموز كي تنتهي وتذهب من هنا قبلما تغادر المركب 
لكن لم يمر ثوى دقيقة هي فقط دقيقة واحدة ولم تجد أحد بجوراها 
ألتفت حولها بړعب تنادي الفتاة التي كانت معها لكنها لم تجدها 
حاولت الخروج من بين الأشجار كي تصل للشاطئ لكنها صدمت بعدم وجود المركب أو أي أحد من أصدقائها 
حاولت التماسك وألا تصرخ بأنهيار الآن وظلت تركض على طول الشاطئ لكنها لم تجد أي أثر لهم 
وقفت تلهث وقد سيطر الړعب على خيالها وجسدها لتنتفض على شئ معدني مصوب بظهرها وصوت جهوري يردد بلهجة حادة 
من أنت
ماتنسوش تسيبولي رأيكم في أول فصل عشان أعرف عجبتكم ولا لأ
سوسو سو سوسو سو
عصفوري 
قالتها

حورية ترد بها على محمود خطيبها الذي وقف خلفها قائلا 
أنا جيت 
خيبة الأمل راكبة جمل 
قالتها فوزية وهي تطالعه بضيق شديد فقال 
إيه يا حماتي بس في إيه مالك ماتروقي أمال ماتكلمي ماما يا حورية 
تقدمت حورية من والدتها وهمست لها 
جرى إيه يا ماما مش كده ده إحنا حتى في الشارع 
و هو انا مسكتني غير أننا في الشارع 
لكنها ألتفت تناظر محمود وقالت بحدة وحزم 
أسمع يا أبني أما أقولك خير في سلامة وسلامة في خير وإنت أديلك سنتين داخل خارج بالخطوبة والدبلتين بتوعك وقولنا ماشي لكن كده كتير بقا وأنت زودتها أسمع يا أبن الناس أخرك معايا الشهر ده لو جه يوم تلاتين منه وأنت ماتممتش الجوازة دي يبقى أعذرني 
تقدمت حورية وقالت پغضب 
كلام إيه ده ياماما ما 
قاطعها فوزية بحزم وقالت 
ولا كلمة يابت أنا إلي عندي قولته ماذا وإلا 
قاطعها محمود هذه المرة وقال 
ماذا وإلا إيه بس يا حماتي ده حتى الشقة ماجهزتش 
ماهو من لاكاعتك وأنا ماليش فيه أنا إلي عندي قولته 
تطلعت لابنتها وقالت 
قدامي على البيت
طب والفراخ إلي أتدبحت دي
ماشي تجبيها وتيجي ورايا أنتي فاهمه 
ثم غادرت وتركت محمود ينظر عليها بضيق شديد وأقترب من حورية قائلا 
هي الست دي بتعمل معايا كده ليه
معذورة يا محمود إحنا بردو طولنا وأنت لا حس ولا خبر واقف محلك سر وبتتفرج عليا 
تغيرت ملامحه على الفور وإستدار يوليها ظهره مرددا 
وأنا أعمل إيه بس يعني يا حورية
ما أخوك زيدان ياما أتحايل عليك تنزل معاه الشغل 
مابحبش النجارة يا حورية 
حبها عشاني يا محمود 
تحرك حولها بضيق شديد كان كطفل أرعن صغير بالضبط وقال بنزق 
بقا ده كلام تقوليهولي وأنا إلي جاي مزقطط وفرحان أول ما جالي الخبر 
اقتربت منه تسأل 
خبر أيه
لمعت عيناه ورد 
قدمت في مسابقة الغنا وبعد بكرة هروح أعمل آخر أختبار 
تهلل وجهها وقالت بفرحه شديدة 
بجد يا محمود بس أنت مابتعرفش تغني طول عمره صوتك وحش 
أيش عرفك أنتي أنتي هتفهمي أكتر منهم يعني هغني راب وبعدين بعرف اغني مابعرفش مش مهم إحنا في زمن الهجايس وأنا عايز أبقى غني ومشهور والفانز حوليا من كل مكان مش ابقى نجار زي زيدان طب ده كلام بالذمة 
شعر بيد قويه وضعت على كتفه وقد زمت حورية شفتيها بأسف عليه وخوف ممن خلفه لينتفض على صوت رخيم يعرفه جيدا وقد ردد 
ماله زيدان بقا مش عاجبك في إيه عشان ماسمعتش 
تلجلج محمود وأرتبك بحضرة زيدان وردد بإرتباك 
ولا حاجه 
ولا حاجه أزاي مش عايز تقول 
صمت وتطلع لحورية يسألها 
خليكي أنتي اشجع منه وقوليلي كان بيقول إيه 
أبتلعت رمقها بصعوبة تتوتر بوجوده هي بالفعل تخاف فقالت طالما هو مصمم و كي ينتهي الموقف 
كان بيقول أن زيدان ده سيد الرجالة و أن مافيش منك أتنين 
نظر لها زيدان نظرة شاملة مطولة ثم قال 
علمك الكدب
فردت بسرعة وڠضب ممزوج بالضيق الشديد 
لأ طبعا ده ده حتى أنا كمان رأيي كده 
نظر أرضا وهو يضحك بسخرية ثم رفع عيناه فيها لترتبك و تتوتر بوقفتها و تنسحب ناحية محمود قليلا تختبئ خلفه من خۏفها منه تسأل متى سيغادر فأشاح زيدان نظره عنها وتحدث إلى محمود 
الست فوزية لسه معدية عليا وبتقول أنها عايزة تيجي النهاردة لابوك في إيه 
يادي النهار الي مش فايت شوفتي يا أختي أمك 
لم تتحدث حورية ونظرت لمحمود بضيق فقال زيدان 
في إيه يابني أنا بكلمك 
بقولك إيه يا زيدان أنا فرحان و ورايا أودشن بعد بكره ومش عايز حاجه تعكنني 
أودشن ده إيه ده بقا إن شاء الله 
فرد محمود ظهره وهو يعدل من ياقة قميصه بينما يردد بفخر 
اخوك وبكل فخر هيبقى مغني 
تحولت ملامح زيدان للڠضب الشديد وسأل 
أنت بتقول أيه أنت أتجننت 
تغيرت وقفة محمود وإنكمش على نفسه ثم ردد پخوف 
أيه بس يا كبير مالك 
تجاهله زيدان ونظر لحورية يسألها 
أنتي موافقاه على الهبل ده 
وفيها إيه هو حد 
قاطعها پغضب يقول 
فيها أيه ده عادي يعني!
ضم أصابع يده في كفه من شدة الڠضب و قال 
واحد دماغه مفوته وخطيبته مطوعاه في الهبل أكيد مش هحرق في دمي معاهم أنا ماشي أحسن 
قالها وغادر على الفور فتنهدت حورية وبدأت تلتقط أنفاسها مرددة 
الحمد لله أخيرا مشي أنا بخاف منه قوي يا محمود 
ومين سمعك أنا كمان بخاف منه والله أكتر من أبويا 
بقولك إيه يا محمود ماتجيب شقة في بيت تاني للجواز أنا ياخويا مش هقدر أعيش مع أخوك ده في بيت واحد ده انا جسمي لسه بيترعش لحد دلوقتي 
أتنيلي هو أنا عارف أشطب شقتي عشان أجيب لك واحده برا يالا زمان الفرارجي خلص خدي الفراخ وروحي لأمك احنا مش حمل لسانها 
وعلى ذكر سيرة والدتها انتفضت حورية وتحركت سريعا فأخذت الدجاج وحاسبت على ثمنه ثم غادرت سريعا للبيت 

ألتفت رنا ببطئ والخۏف ينفض جسمها بوضوح وما أن ألتفت حتى شهقت بړعب شديد وهي ترى أمامها رجل أسود عريض عاري الصدر يصوب بندقيته ناحيتها ثم تحدث بلغة أجنبية يسألها من هي فقالت پخوف 
يعني إيه مش فاهمه 
نظر لها بعينه المرعبة بتدقيق ثم قال بالإنجليزية 
عربية
أيوة الحمدلله أنت بتتكلم عربي 
قليلا من أين أنتي 
مصر
لما الكذب إذا أنتي لست عربية 
ماشاء الله شكلك عارف تاريخنا كويس طيب ممكن تساعدني أخرج من هنا 
أخرجت هاتفها من جيب سروالها الجينز ثم قالت مكملة 
أنا كنت مع صحابي في رحلة تبع الشغل وشكلهم مشيوا ونسيوني وبحاول أتصل بيهم بس تقريبا الشبكة واقعة هنا 
نظر لها بتدقيق ثم قال 
أتبعيني إذا
نظرت له بشك ثم قالت 
أتبعك فين لأ أنا مش عارفاك وبصراحة نظراتك مش مريحاني 
ألتفت ينظر لها ثم ردد بلا مبالاة وهو يهز كتفيه 
جيد إذا ظلي هنا حتى تتحلل حثتك 
ثم هم بالرحيل لتنتفض و تتحرك بلهفة تنادي عليه 
يا أستاذ يا أستاذ أستنى بس مايبقاش خلقك ضيق 
توقف بنزق يسألها 
ماذا 
هتساعدني إزاي
سأخذك إلى الضفة الأخرى بقاربي فقط أتبعيني لو أرداتي 
بالطبع ذهبت خلفه لا حل تملكه الأن فسارت معه حتى دخلا وتوغلا في الغابة 
سارا حتى وصلا عند مكان كله مخيمات كبيرة بدى وكأنه معسكر فسألت بريبة 
أنت ياحضرت مش قولت هتساعدني إحنا فين
إلتف ينظر لها وعلى شفته ابتسامة توحي أنها قد وقعت في الفخ جعلتها ترتجف أكثر وأكثر ثم أنتفضت على صوته الذي صدح بجملة من لغة غريبة لم تعرفها 
شحب وجهها و وقفت مبهوته وهي ترى مجموعة من الرجال عرايا الصدر فقط يلفون قطعه من القماش على جزعهم السفلي وبيد كل واحد منهم عصا خشبية يتكئ عليها رغم قوة بنيانه يصدح منهم صوت واحد في نفس اللحظة بطريقة سحبت الډماء من جسدها وزاد الطين بلة وهي تراهم يلتفون حولها ويطوفون في حلقة مغلقة بطريقة چنونية بدوا وكأنهم لأول مرة يرون أنسي ثم توقفوا

وهم يسحبونها معهم للأمام يرغبون في أخذها لمخيمهم 
فلم تتحمل كل تلك الصدمات بداية من تيهها ثم غدر ذلك الخبيث وختاما بمايحدث الآن فسقطت أرضا فاقده للوعي بين أيديهم وهم حولها مازالوا يهللون يتعارك كل منهم مع الآخر على من سيحملها ولم يتوقفوا إلا على صوت أنچا الجهوري التي رددت بحزم 
توقفوا ملكنا في قيلولة ستزعجونه هكذا ماذا هنا وما سر كل تلك الضوضاء 
توقفوا جميعا فسقطت رنا أرضا منهم وتقدمت أنچا حتى باتت أمامهم و رأت رنا لتقول بتفهم 
آه فتاة بيضاء الآن فهمت 
نظروا كلهم أرضا پخوف ورمقتها أنچا بنفور فتحدث الرجل الخبيث وهو ينظر أرضا 
أسمحي لي سيدتي لكن أنا من جلبتها لهنا و أنا من سأبيعها 
تقدمت أنچا حتى توقفت أمامه وقالت پغضب 
نحن هنا جميعا في خدمة الملك راموس لسنا بالجزيرة كي تفعل أنها عطلة الملك ولا أريد أي مشاكل جانبية تعكر صفوه 
ظهر الأعتراض على وجه الرجل فرغبت أنچا بإنهاء الموقف وقالت 
حسنا سأضمها لجواري الملك كم تريد فيها 
لمعت عينا الرجل بجشع فقد طمع ببيعها لأحد الأشراف بالجزيرة لكنه الآن سيبيعها للملك راموس نفسه لذا طلب مبلغا كبيرا كبيرا جدا و قال 
مئتي دولار 
ماذا 
أرى أنها تستحق سيدة أنچا وهذا ما أريده لا تنسي لمن أبيعها أنه الملك راموس 
نظرت أنچا للفتاة بضيق شديد ثم قالت 
حسنا لك ما أردت 
ثم نادت على الحرس وما أن حضروا حتى قالت بإزدراء 
خذوا تلك البيضاء لمخيم جواري الملك 
ثم أقتربت من الرجل تدفع له المال وهي تراقب تلك الفتاة بينما يحملها الحرس و تحركوا بها ناحية المخيم 

في صالة شقة فوزية جلست أمام محمود وأهله مرددة بحسم 
المدة طالت يا حاج راشد وابنك من ساعة
 

تم نسخ الرابط